الموت وما دراك ما الموت !!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اخواتي
اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير, واشهد ان محمدا عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله عليه افضل الصلوات
وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
الحمدلله الذي جعلنا مسلمين وموحدين به سبحانه وتعالى وارتضي لنا الاسلام دينا ومحمدا صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه فالموت اخواني واخواتي في الله كم يغيب اناس كثيرون منهم الصالح ومنهم غير ذلك لكن للموت سكرات يلاقيها كل إنسان حين الاحتضار،
كما قال تعالى: { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}... (ق 19)
الشيخ عبدالله خياط رحمه الله
وسكرات الموت هي كرباته وغمراته، قال الراغب في مفرداته:
(السكر حالة تعرض بين المرء وعقله، وأكثر ما تستعمل في الشراب المسكر،
ويطلق في الغضب، والعشق، والألم، والنعاس والغشي الناشئ عن الألم وهو المراد هنا).
وقد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه السكرات، ففي مرض موته صلوات الله وسلامه عليه كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه، ويقول: [لا إله إلا الله، إن للموت سكرات] [أخرجه البخاري].
وتقول عائشة رضي الله عنها في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما رأيت الوجع على أحد أشدَّ منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وقد دخلت عائشة رضي الله عنها على أبيها أبي بكر رضي الله عنه في مرض موته
فلما ثقل عليه، تمثلت بقول الشاعر:
لعمرُك ما يغني الثراءُ عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر ُ
فكشف عن وجهه، وقال رضي الله عنه: ليس كذلك، ولكن قولي:
{ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} (سورة ق 19) والأثر رواه ابن أبي الدنيا.
[SIZE=4]ولا شك أن الكافر والفاجر يعانيان من الموت أكثر مما يعاني منه المؤمن،
فقد جاء في حديث البراء بن عازب: أن روح الفاجر والكافر تفرق في جسده عندما يقول لها ملك الموت: أيتها النفس الخبيثة: اخرجي إلى سخط من الله وغضب، وأنه ينتزعها كما ينتزع السفود الكثير الشُّعَب من الصوف المبلول، فتقطع معها العروق والعصب، ووصف لنا القرآن الكريم الشدة التي يعاني منها الكفرة:
{ ومن أظلمُ ممن افترى على الله كذباً أو قال أُوحي إلى ولم يوح إليه شيءٌ ومن قال سأُنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظـالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون} (الأنعام 93).
وهذا الذي وصفته الآية يحدث - كما يقول ابن كثير - إذا بشر ملائكة العذاب الكافر بالعذاب والنكال والأغلال والسلاسل والجحيم والحميم وغضب الرحمن، فتتفرق روحه في جسده وتعصي وتأبي الخروج، فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم قائلين:
{أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق}، وقد فسر ابن كثير بسط الملائكة أيديهم في قوله: {والملائكة باسطو أيديهم} بالضرب،
ومعنى الآية هنا كمعناها في قوله: {لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني} (المائدة 28)، وقوله {ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء} (الممتحنة 2).
وقد يُحدّث العقلاء في حال الاحتضار عما يعانونه من شدة الموت وسكراته، وممن حدَّث بهذا عمرو بن العاص ؛ فعندما حضرته الوفاة، قال له ابنه: يا أبتاه ! إنك لتقول: يا ليتني ألقى رجلاً عاقلاً لبيباً عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد، وأنت ذلك الرجل، فصف لي، فقال: يا بني، والله كأن جنبي في تخت، وكأني أتنفس من سَمّ إبرة، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي، ثم أنشأ يقول:
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في تلال الجبال أرعى الوعولا
وكم تمني الإنسان الرجعة عند الاحتضار إذا نزل الموت بالإنسان تمنى العودة إلى الدنيا، فإن كان كافراً لعله يسلم، وإن كان عاصياً فلعله يتوب: { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون,, لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}... (المؤمنون 99، 110).
والإيمان لا يقبل إذا حضر الموت ، والتوبة لا تنفع إ ذا غرغر العبد:
{ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليه وكان الله عليماً حكيماً,, وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تُبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليما}(النساء
وقد ساق الحافظ ابن كثير من الأحاديث ما يدل على أن الله يقبل توبة العبد إذا حضره الموت ما لم يصل إلى درجة الغرغرة [إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر] [رواه الترمذي وابن ماجه]، وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب، ولكن شرط التوبة الإخلاص والصدق، وقد لا يتمكن المرء من التوبة في تلك الأهوال، فعلى المرء أن يسارع بالتوبة قبل حلول الأجل:
قدم لنفسك توبةً مرجــوةً قبل الممات وقبل حبسِ الألسنِ
يتبع
رد: علامات الموت وسكراته ودنو الأجل وأحداثه
--------------------------------------------------------------------------------
بادر بها غلق النفوس فإنها ذخر وغُنْم للمنيب المحسـن
اما المؤمن فيفرح بلقاء ربه فإذا جاءت ملائكة الرحمن العبد المؤمن بالبشرى
من الله ظهر عليه الفرح والسرور
أما الكافر والفاجر فإنه يظهر عليه الضيق والحزن والتعب، والعبد الكافر أو الفاجر يكره لقاء الله تعالى. ومن ثمّ فإن العبد المؤمن في حال الاحتضار يشتاق إلى لقاء الله، فقد روى أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
[من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه] فقالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بُشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله، وكره الله لقاءه] رواه البخاري.
ولذلك فإن العبد الصالح يطالب حامليه بالإسراع به إلى القبر شوقاً منه إلى النعيم بينما العبد الطالح ينادي بالويل من المصير الذاهب إليه، ففي صحيح البخاري وسنن النسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها:
يا ويلها ! أين يذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلاّ الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق].
يارب سلم.. يارب سلم .. يارب سلم.. اللهم هون علينا سكرات الموت واجعلنا ممن يشتاق لقائك ويسرع به واحسن ختامنا يارب .. اللهم احسن نهايتنا يارب .. اللهم خذنا اليك غير خزايا او كافرون .. واحشرنا مع زمرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
علامات الموت
1- رؤيا المحتَضَر لمَلكِ الموتِ ، فإن كان من أهل السعادة فإنه يرى ملك الموت في صورة حسنة ويرى ملائكة الرحمة بيض الوجوه ، معهم أكفان من الجنة وحنوط من الجنة ، يجلسون منه مد البصر ، ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول : يا فلان أبشر برضى الله عليك ، فيرى منزلته في الجنة ، ثم يقول ملك الموت: يأيتها النفس الطيبة : اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان .
حسن الخاتمة
رجل مات و هو ساجد في المسجد النبوي اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
شيخ مات و هو يلقي درس في المسجد - نسأل الله حسن الختام
وأما إن كان من أهل الشقاوة فإنه يرى ملك الموت في صورة أخرى ، ويرى ملائكة العذاب سود الوجوه ، معهم أكفان من النار ، وحنوط من النار ، ثم يأتي ملك الموت ويجلس عند رأسه ، ويبشره بسخط الله عليه ، ويرى منزلته من النار ، ويقول ملك الموت : اخرجي أيتها النفس الخبيثة ، أبشري بسخط من الله وغضب.
2- بهذه الحالة عندما يرى المحتضر ملك الموت يحصل له انهيار القوى ، وعدم المقاومة ، والاستسلام لليقين ، فيحصل لديه الغثيان ، وتحصل لديه السكرات والعبرات ، وعدم الاستعداد للكلام ، فهو يسمع ولا يستطيع أن يرد ، ويرى فلا يستطيع أن يعبر ، ويحصل لديه ارتباك القلب ، وعدم انتظام ضرباته ، فيصحو أحياناً ويغفو أحياناً من شدة سكرات الموت . فاللهم أعنَّا على سكرات الموت.
العلامات التي تدل على موت المحتضَر : -
1- شخوص البصر
لحديث أم سلمة رضي الله عنها : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شَخَص بصره وأغمضه ثم قال : { إن الروح إذا قبض تبعه البصر.. } الحديث [ رواه مسلم وأحمد ].
2- انحراف الأنف عن اليمين أو الشمال.
3- ارتخاء الفك السفلي لارتخاء الأعضاء عموماً.
4- سكون القلب ، ووقوف ضرباته .
5- برودة الجسم عامة .
6
- التفاف الساق الأيمن على الأيسر أو العكس ، لقوله تعالى :
" والتفَّتْ الساق بالساق " . [ القيامة 29].
ماذا نفعل بعد تأكدنا من وفاته ؟
1- إغماض عينيه .
2- إقفال الفم .
3- تليين المفاصل خلال ساعة من وفاته ، ليسهل نقله وغسله وتكفينه.
4- وضع ثقل مناسب على بطنه ليمنع انتفاخه إذا لم يُعجل في تغسيله.
5- تغطية الجسم حتى يُشرع في تجهيزه .
6- الإسراع في تجهيزه ، لقوله صلى الله عليه وسلم :
{ أسرعوا بالجنازة ؛ فإن تَكُ صالحة فخير تقدمونها،
وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم } [ رواه البخاري ].
7- المبادرة بقضاء دَينه لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { نفس المؤمن معلقة بدَينه حتى يُقضى عنه } [ رواه الترمذي ].
أما علامات سوء الخاتمة فهي كثيرة ومتعددة ومنها :
1- أن يموت على شرك ، أو على ترك الصلاة متهاوناً بأمر الله
وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم
وكذا من يموت على الأغاني والمزامير والتمثيليات والأفلام
الماجنة ومن يموت على الفاحشة بعمومها والخمر والمخدرات .
2- ومن العلامات التي تظهر على الميت بعد الوفاة :
عبوس الوجه وقتامته وظلمته وعدم الرضى بما سمع من ملك الموت بسخط الله
وظهور سواد على الوجه . وقد يعم السواد سائر الجسد - إلى غير ذلك - عياذاً بالله .
3- وأنصح للمتهاونين في أداء الصلاة - وأخص تاركها - بالإسراع بالتوبة إلى الله والمحافظة عليها حتى يحصل الخشوع فيها ؛ لأنها عمود الإسلام ، ولأن مابين الرجل
والكفر ترك الصلاة كما علمنا نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم :
{ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمنتركها فقد كفر } [ رواه أحمد ومالك ] .
والصلاة حصن حصين لصاحبها ، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر لقوله تعالى :
" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ( العنكبوت 45).
فأين أنت يا رعاك الله من هذا الحصن… ؟ أين أنت من هذا النهر الذي يغسل خطاياك خمس مرات في اليوم والليلة… ؟
تب الآن قبل فوات الأوان … وقبل فُجاءة ملك الموت فإن حصاد ما زرعته في الدنيا يبدأ ساعة أمر ملك الموت بإخراج الروح … فازرع خيراً تجن عواقبه .
أما من أعرض عن هذا الخير ، وترك الصلاة : فعلامة سوء خاتمته السواد
الذي يعم بدنه عند تغسيل جنازته .
نعوذ بالله من الخذلان...منقول
نسال الله حسن الخاتمه والمغفره للجميع
سكرات الموت وشدته
الموت
وإذا الجحيم سعرت
الشمس بنت جهنم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
لقد خلق الله تعالى النار وجعلها مقراً لأعدائه المخالفين لأمره، وملأها من غضبه وسخطه وأودعها أنواعاً من العذاب الذي لا يطاق، وحذر عباده وبين لهم السبل المنجية منها لئلا يكون لهم حجة بعد ذلك وعلى الرغم من كل هذا التحذير من النار
إلا أن البعض من الناس ممن قل علمهم وقصر نظرهم على هذه الدنيا أبو إلا المخالفة والعناد والتمرد على مولاهم ومعصيته جهلاً منهم بحق ربهم عليهم وجهلاً منهم بحقيقة النار التي توعدهم الله بها، فما هي هذه النار؟
وما صفتها؟
إنها كما قال الله تعالى عنها: نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6]
قيل: يا رسول الله أهي مثل حجارة الدنيا؟
فقال : { والذي نفسي بيده إنها حجارة كالجبال }.
وقال : { ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءاً
من نار جهنم }، قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله، قال:
{ فإنها فُضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها } [متفق عليه].
وقال : { يؤتى بجهنم يوم القيامة ولها سبعون ألف زمام
مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها } [رواه مسلم].
وروي عن كعب الأحبار أنه قال:
( والذي نفس كعب بيده لو كنت بالمشرق والنار بالمغرب ثم كُشف عنها لخرج دماغك من منخريك من شدة حرها! فيا قوم هل لكم بهذا قرار؟ أم لكم على هذا صبر؟ يا قوم إن طاعة الله أهون عليكم والله من هذا العذاب فأطيعوه ) أ. هـ.
طعام أهلها الزقوم وشرابهم الحميم. قال :
{ لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم
فكيف بمن يكون طعامه } [رواه الترمذي وقال حسن صحيح].
وأهل النار في عذاب دائم، لا راحة ولا نوم، ولا قرار لهم، بل من عذاب إلى عذاب قال : { إن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم عذاباً } [رواه مسلم].
وهم مع ذلك يتمنون الموت فلا يموتون! قد اسودت وجوههم، وأُعميت أبصارهم وأبكمت ألسنتهم، وقصمت ظهورهم وكسرت عظامهم يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ [المائدة:37].
كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ [النساء:56].
يقول الحسن: ( تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة ). لباس أهلها من نار، سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ [إبراهيم:50] وشرابهم وطعامهم من نار
وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ [محمد:15].
قال ابن الجوزي في وصف النار:
( هي دار خص أهلها بالبعاد، وحرموا لذة المنى والاسعاد، بُدلت وضاءة وجوههم بالسواد، وضربوا بمقامع أقوى من الأطواد، عليها ملائكة غلاظ شداد، لو رأيتهم في الحميم يسرحون وعلى الزمهرير يطرحون، فحزنُهم دائم فلا يفرحون، مقامهم دائم فلا يبرحون أبد الآباد، عليها ملائكة غلاظ شداد، توبيخهم أعظم من العذاب، تأسفهم أقوى من المصاب، يبكون على تضييع أوقات الشباب وكلما جاد البكاء زاد، عليها ملائكة غلاظ شداد،
يا حسرتهم لغضب الخالق، يا محنتهم لعظم البوائق، يا فضيحتهم بين الخلائق،
أين كسبهم للحطام؟
أين سعيهم في اللآثام؟ أين تتبعهم لزلات الأنام؟ كأنه أضغاث أحلام،
ثم أحرقت تلك الأجساد، وكلما أحرقت تعاد، عليها ملائكة غلاظ شداد ) أ. هـ.
فتأمل أخي الكريم حال أولئك التعساء وهم يتقلبون في أنواع العذاب ويعانون في جهنم
ما لا تطيقه الجبال، وما يفتت ذكره الأكباد ولا تسأل عما يعانونه من ثقل السلاسل
والأغلال إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر:71]، وقال تعالى:
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ [الحاقة:32].
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
( تُسلسل في دبره حتى تخرج من منخريه حتى لا يقدر أن يقوم على رجليه
ثم ينظمون فيها كما يُنظم الجراد في العود حين يُشوى ).
أرأيت أخي حال أهل النار وما هم فيه من الشقاء، فتصور نفسك لو كنت منهم -
نسأل الله أن لا تكون منهم - تصور نفسك عندما يؤمر بك إلى جهنم عندما تنظر
إلى الصراط ودقته وهوله وعظيم خطره وأنت تنظر إلى الزالين والزالات من بين يديك ومن خلفك وقد تنكست هاماتهم وارتفعت على الصراط أرجلهم وثارت إليهم النار بطلبتها، وهم بالويل ينادون وبينما أنت تنظر اليهم مرعوباً خائفاً أن تتبعهم لم تشعر إلا وقد زلت قدمك عن الصراط فطار عقلك ثم زلت الأخرى فتنكست هامتك، فلم تشعر إلا والكلوب قد دخل في جلدك ولحمك، فجذبت به وبادرت إليك النار ثائرة غضبانة لغضب ربها، فهي تجذبك وأنت تنادي ويلي ويلي حتى إذا صرت في جوفها التحمت عليك بحريقها فتورمت
في أول ما ألقيت فيها، ثم لم تلبث أن تقطر بدنك وتساقط لحمك، وتكسرت عظامك،
وأنت تنادي ولا تُرحم وتتمنى أن تعود لتتوب فلا يجاب نداؤك.
فتصور نفسك وقد طال فيها مكثك، فبلغت غاية الكرب، واشتد بك العطش فذكرت الشراب في الدنيا ففزعت إلى الحميم فتناولت الإناء من يد الخازن الموكل بعذابك فلما أخذته نشت كفك من تحته، وتفسخت لحرارته، ثم قربته إلى فيك فشوى وجهك، ثم تجرعته فسلخ حلقك ثم وصل إلى جوفك فقطع أمعاءك، فناديت بالويل والثبور وذكرت شراب الدنيا وبرده ولذته وتحسرت عليه، ثم آلمك الحريق فبادرت إلى حياض الحميم لتبرد فيها كما تعودت في الدنيا الاغتسال والانغماس في الماء إذا اشتد عليك الحر، فلما انغمست في الحميم تسلخ لحمك، من رأسك إلى قدميك، فبادرت إلى النار رجاء أن تكون هي أهون عليك ثم اشتد عليك حريق النار فرجعت إلى الحميم فأنت هكذا تطوف بينها وبين حميم آن وذلك مصداقاً لقول مولاك جل وعلا: يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [الرحمن:44]. فتطلب الراحة بين الحميم وبين النار، فلا راحة ولا سكون أبداً.
فلما اشتد بك الكرب والعطش وبلغ منك المجهود ذكرت الجنان فهاجت غصة من فؤادك
إلى حلقك أسفاً على جوار الله عز وجل وحزناً على نعيم الجنة الذي أضعته بنفسك
بسبب الذنوب والمعاصي، ففزعت إلى الله بالنداء بأن يردك إلى الدنيا لتعمل صالحاً
فمكث عنك دهراً طويلاً لا يجيبك هواناً بك، ثم ناداك بعد ذلك بالخيبة منه أن اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108] ثم أراد أن يزيدك إياساً وحسرة فأطبق أبواب النار عليك وعلى أعدائه فيها فيا إياسك ويا إياس سكان جهنم حين سمعوا وقع أبوابها تطبق عليهم، فعلموا عند ذلك أن الله عز وجل إنما أطبقها لئلا يخرج منها أحد أبداً، فتقطعت قلوبهم إياساً وانقطع الرجاء منهم أن لا فرج أبداً، ولا مخرج منها، ولا محيص من عذاب الله عز وجل أبداً، خلودٌ فلا موت. وعذابٌ لا زوال له عن أبدانهم، وأحزان لا تنقضي، وسقم لا يبرأ، وقيود لا تحل، وأغلال لا تفك أبداً وعطش لا يروون بعده أبداً، لا يُرحم بكاؤهم، ولا يُجاب دعاؤهم، ولا تقبل توبتهم فهم في عذاب دائم وهوان لا ينقطع، ثم يبعث الله بعد ذلك الملائكة بأطباق من نار ومسامير من نار، وعمد من نار، فتطبق عليهم بتلك الأطباق وتشد بتلك المسامير، وتمد بتلك العمد، فلا يبقى فيها خلل يدخل فيها روح ولا يخرج منه غم، وينساهم الرحمن بعد ذلك نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة:67] فذلك قوله تعالى:
إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ( فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ [الهمزة:9،8] ينادون الله ويدعونه ليخفف عنهم هذا العذاب فيجيبهم بعد مدة اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108].
قال الحسن: ( هذا هو آخر كلام يتكلم به أهل النار وما بعد ذلك إلا الزفير والشهيق
وعواء كعواء الكلاب... )، فما أشقى والله هذه الحياة وما أشقى أصحابها -
نسأل الله أن لا نكون منهم - وما أعظمها والله من خسارة لا تجبر أبداً، ويا حسرة والله
على عقول تسمع بكل هذا العذاب وهذا الشقاء وتؤمن به ثم لا تبالي به ولا تهرب عنه
بل تسعى اليه برضاها واختيارها. فلا حول ولا قوة الا بالله.
فيا أخي الحبيب: يا من تعصي الله تصور نفسك لو كنت من أهل النار؟ هل سترضى بشيء من هذا العذاب؟ لا أعتقد ذلك، إذاً فتب إلى الله وارجع عما يكرهه وتقرب إليه بالأعمال الصالحة عسى أن يرضى عنك، وابك من خشيته عسى أن يرحمك ويقيل عثراتك، فإن الخطر عظيم والبدن ضعيف، والموت منك قريب، والله جل جلاله مطلع عليك ويراك فاستح منه وأجله ولا تستخف بنظره إليك، ولا تستهين بمعصيته ولا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه وهو الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، واملأ قلبك من خشيته قبل أن يأخذك بغتة، ولا تتعرض له وتبارزه بالمعاصي فإنك لا طاقة لك بغضبه ولا قوة لك بعذابه، ولا صبر لك على عقابه، فتدارك نفسك قبل لقائه لعله أن يرحمك ويتجاوز عنك، فكأنك بالموت قد نزل بك وحينها لا ينفعك ندم ولا استدراك ما مضى.
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى ونجانا بعفوه وكرمه من أليم عقابه وعظيم سخطه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نعم احبكم واخاف من النار واسال الله الي ولكم الجنه اميين ارجومنكم عدم نقل الموضوع اوحذفه من هنا اختكم المحبه سوسواا سامحوني قد لا استطيع التواصل معكم بعد اليوم اسال الله الرحمه
الأحد مارس 15, 2015 12:03 pm من طرف ماريتا
» المنهج الدراسي المعتمد للرخصة الدولية لقيادة الحاسوب الإصدار 4،0
الأربعاء سبتمبر 11, 2013 5:45 pm من طرف jksdf83
» قلم كاميرا وريموت كاميرا وميدالية ومنبه كاميرا ونظارة فى مصر بأسعار رخيصة
الخميس يونيو 20, 2013 11:26 am من طرف إحساس أميرة
» كاميرات خفية على شكل ساعة وقلم وريموت وميداليات واجهزة تصنت واليكتريك
الجمعة فبراير 08, 2013 5:03 pm من طرف شركة ريماس
» اصغر جهاز تصنت فى العالم عن طريق شريحة الموبيل من
الأربعاء يناير 09, 2013 11:41 am من طرف شركة ريماس
» كاميرات خفية على شكل ساعة وقلم وريموت وميداليات
الأربعاء يناير 09, 2013 11:40 am من طرف شركة ريماس
» صاعق كهربائى واليكتريك شوك فولت عالى يصعق اى شىء امامه بسعر مغرى من
الأربعاء يناير 09, 2013 11:38 am من طرف شركة ريماس
» جلب الحبيب بالسحر المغربي
الجمعة يونيو 22, 2012 9:02 pm من طرف الشيخ المغربي الحكيم
» : العمل الصالح
السبت مايو 12, 2012 3:09 pm من طرف إحساس أميرة